Read Stories from Amman Page 7

مغادرتي من مطار عمان وموعد العودة إليها تماماً كحركة المد والجذر، وكسطوة كل شيء ثقيل على خفيف يتحرر منه.

  لمدينة الياسمين رائحة تلتصق بثيابي أفتقدها كلما حطت رحالي في إحدى مطارات المدن الأخرى، أشمها كلما فتحت حقائب سفري وكلما لمست شيئا منها وأميزها حتى قبل أن تراها عيناي، واستدل عليها كلما رأيت شخصاً منها، وتعبق بي كلما تحدثت عنها.

  كم أهواها ملكتي المتوجة على سبع قمم تحمل عرشها وتتنافس على حبها ، مدللة أينما أدارت وجهها تحترمها القدس غرباً، وتقبلها دمشق شمالاً، وتحدثها بغداد شرقاً، وتباركها مكة جنوباً

  بعد أن اغتال الزمان شجر النيم في السودان وأنهيت دراستي فيها ورحلت عن نيلها ودعتني بلاد الأبانوس لأعود إلى عمان ، بقلب كبير يسبقني إليها، بروح ملهوفة تطير إليها ، وبقامة مشدودة ، وثقة أكبر بمستقبل واعد ينتظرني فيها.

  استقبلتني رائحة عمان ، كما كل مرة يحط القلب في حضنها بذراعين مفتوحة وبسمة كبيرة ورائحة كالأمهات حنينية ودافئة ، وجهها الأبيض يحيطني وملامحها المريحة تطالعني، شوارعها القديمة التي ضاقات بهامات المباني ترحب فيّ، وياسمينها الذي يقبل أسوار البيوت يحييني...

  فأغفو في اليوم الأول عميقا، بلا أحلام ولا أوهام ولا أفكار...

  وفي كل صباح أقطف يسمينة بيضاء أخبئها بين ثيابي أو أهديها لشخص ما أحبه، ولأن هذه المدينة تهديك زجاجة عطر من روحها ، يغار الزيتون منها ، يغار لأنه ليس له رائحة يهديك اياها فيكتفي بأن يعلمك أن تكون معطاءاً وقوياً ومباركاً بالأعمال الطيبة مثله.

  كلما غادرتها بقلب مثقل بالحزن والدمع والوداع وبياسمين مجففف ، وكلما عدت إليها بروح فرحة وقلب يطير وحرمان لايطفئه سوى رؤيتها، أتساءل:

  أتعرفني عمان مثلما أعرفها؟

  أتذكرني في البعد مثلما لا أنساها؟

  أتحدثهم عني مثلما أروي لهم قصصها وأخبارها؟

  أتحبني هذه المدينة مثلما أهواها؟

  بقلم رحيل عابد

  “~~~~”

  فتاة الفسيفساء بقلم نوار عضايلة

   كان يا مكان، في ما مضى و في هذا الزمان ...كان هناك عائلة متحابة تعيش وسط بلد صغير ...رزق الله هذه العائلة بسبعة اخوة اقوياء أشداء... طوال القامة. ..صعاب المراس ...جافي المظهر ...كانت ملامحهم المتجهمة تعطي انطباعاً بالرهبة يخيف كل من ينظر إليهم من بعيد...

  لكن أهل ذلك البلد الصغير كانوا يدركون تماماً" ان هؤلاء الشبان السبعة وعلى الرغم من ملامحهم القاسية الا أنهم كانوا يملكون قلوباً"كقلوب الأطفال. ..نقية.. .حانية... بريئة .. تحب الخير للجميع... و تنتخي للمساعدة فور الحاجة... و تغفر الإساءة بل و تنساها بأبتسامة صادقة

  رزق الله هذه العائلة بمولودة جميلة. ..صغيرة جدا" و ذكيةجداً، بدا واضحاً أنها سريعة التعلم و سريعة النمو فقررالإخوة حمايتها حتى يشتد عودها و تكبر... كانوا يشكلون حولها طوقاً لحمايتها من كل الأخطار. ..كانت هذه الصغيرة كنز العائلة الثمين...

  مرت الأيام... كانت الصغيرة تنمو وهي ترى إخوتها السبعة في كل لحظة من لحظات حياتها يتحلقون حولها كسور منيع بأجسامهم الضخمة و قاماتهم العالية. ..كان كل واحد منهم يتصف بصفة مميزة تجعلة مختلفاً عن البقية... أحدهم كان مولعاً بالتاريخ يروي قصص الأبطال وحكايا المجد لأخته الصغيرة كلما سنحت فرصة... و الآخر كان فناناً مثقفاً يعشق الرسم والموسيقى و الألوان. ..حساس و متسامح. ..و آخر كان جميل المحيا بهي الطلعة يعشق السياحة و التعرف على الثقافات، يهوى مراقبة السياح و هم يحملون آلات التصوير بين أيديهم وحقائبهم على ظهورهم... كان يحرص على أن ترى أخته كل الثقافات وأن تدرك أن العالم فيه الكثير من الاختلافات التي تثري الحياة... و آخر كان هادئا صامتا في عينيه حزن ما... كان يروي لأخته الصغيرة قصصاً عن الغربة و خسارة الأهل و ضياع الوطن . ..جعلها تعرف أن الموت ربما يكون أهون مئة مرة من العيش بمرار...

  و آخر... و آخر... و آخر!! كل واحد من إخوتها السبعة حفر بصفاته قطعة صغيرة من قطع شخصية الطفلة المتباعدة... حتى إذا كبرت و نضجت اجتمعت هذه القطع السبعة لتصنع فسيفساء متألقة في شخصية هذه الطفلة التي كانت تكبر يوما بعد يوم في رعاية من أحاطوها كجوهرة منذ أن ابصرت عيناها هذا الكون

  أصبحت الطفلة المدللة فتاة شابة... حسناء و جميلة... ذاع صيتها في الأنحاء فبعيداً عن جمالها الخارجي كانت قوية مثقفة محببة و حنونه... لا زالت تكبر و كلما مر عليها الزمن زادها بهاء و حلا... اصبحت أماً ثم جدة ...آوت في بيتها الصغير جرحى ويتامى ومكلومين دون كلل أو تذمر... حفظت عائلات من التشتت والضياع بحنانها و طيبتها... و لم يترك الزمن ولا آلامه الكثيرة على محياها إلا نوراً مريحاً يجذب إليها كل التائهين...

  في كل مرة كان يسألها ابن جديد أو مغترب يرى وجهها لأول مرة أو جريح فار بدمه وروحه عن اسمها كانت تجيب بصوتها الرقيق الأصيل الدافئ ...

  "عمّان ...اسمي عمّان !"

  “~~~~”

  قصة أحلام بقلم أحلام ملاّك

  لن أبدأ وأقول كان ياما كان في قديم الزمان. لا لن أفعل ذلك لأن هذه القصة هي قديمة حديثة، معاصرة قديمة الطراز!

  أحلام فتاة أردنية لبنانية. نعم لا تستغرب! فهي فتاة لبنانية الجنسية، أردنية القلب والهوية من أم أردنية ووالد لبناني.

  أحلام فتاة متفوقة في جميع أمور حياتها شأنها شأن جميع أفراد أسرتها.

  والد أحلام لبناني يعمل في الأردن منذ ثلاثين عام تقريباً بكل حب وشغف، فالأردن بالنسبة له وطنه الذي يحبه ويعمل على تطويره ما استطاع.

  سميح حاول وما زال يحاول جاهداً الحصول على الجنسية الأردنية، ليس لإثبات حبه  للأردن. لا أبداً فحبه ظاهر لا يحتاج لبرهان. ولكن ليضم شتات عائلته التي تعاني التمييز، ليس من الشعب الأردني لا أبداً فالشعب الأردني شعب كريم، لطيف يحب أخوانه من العرب جميعاً، ولكن من المدارس والجامعات ?
?جميع الدوائر الحكومية التي تنهش هذا الأجنبي وتظنه أكبر مليونير بالعالم وتريد الحصول منه على ما تشاء دون رحمة، مع العلم أن هذا الأجنبي هو عربي..! وهو بالأصل أردني في القلب والروح ومكان الولادة والأم..!

  فبالله بأي حق تم اعتبارهذا أجنبي؟؟

  أحلام فتاة طموحة جداً ومجتهدة جداً، لكن كلما أرادت التحرك خطوة للأمام، حركتها الحياة للخلف عشرات الخطوات بضربات قوية موجعة

  أحلام عانت الكثير الكثير من التمييز فهي ولدت في الأردن وترعرعت به لكنها مع ذلك كله ما زالت تعامل كغريبة ! فمثلاً أحلام هي الأولى على دفعتها في الجامعة لكنها لم تُوضع على لوحة الشرف! ولم تعامل كغيرها من أترابها مع أنها تدرس نفس ما يدرسون إلا أنها تدفع ضعف ما يدفعون من رسوم فهل هذه  ضريبة إضافية.

  فاض الكيل عند أحلام لذلك قررت مواجهة كارهها. قررت مواجهة سبب عذابها لذلك قررت مقابلة