صغيرة و استغربت انها قدرت تكسر الباب و لكن كسرته، في هذه الثانية حمدت الله، اليسوع، يهوا، بوذا و كريشنا ، شكرت كل الهة و القديسين و الاولياء الي بعثوا لي ماري علشان تخلص بنتي.
"شو بتعمل انت دلال!؟" قالت لها بلهجة فلبينية، "ليش انت يعمل هيك بحالك!؟"
"اطلعي برا!" صرخا عليها دلال "ما بدي حدا"، دلال قالت هذا و لكن في سرها كانت تفكر "ارجوكي ساعديني"
كانت الشغالة ماري على وشك ان تطلع بعدين راجعت نفسها و جلست جنب دلال و مسكتها من كتفها "احكي انت لماري شو صار"
بربع ساعة حكت دلال القصة الكاملة لماري بكافة التفاصيل و بالأخير قالت "راح يئتلوني يا ماري"
"مافي يقتل ، انت لا يخاف ، بابا و ماما يحبوك انت"
"ما تعرفي الأردنين أنتي يا ماري، هون مش مثل برا"
كنت اريد ماري تقول ، لا تخافي مهما يصير ابوكي و أمك مستحيل يأذوكي، بس ماري سكتت و ما قالت شي.
دخلت راس ماري لعل و عسى اقدر اخليها تقول الشي الي اريده، و لكن يا ريتني ما دخلت ، لساتني داخل و تذكرت ماري اختها في الفلبين ، اختها بنفس عمر دلال، كانت ماري تكلم نفسها، و لكن ما كنت اقدر افهم فلبيني ، بس شعور بالقهر يُفهم بكل اللغات، و كذالك شعور بالفقر بالالم و بالعذاب... اكثر شي ألمني بحياتي كانت ذكريات ماري، كنت دائما اشوفها بس ابدا ما تصورت ان كل هذا الالم موجود داخل هذا الجسد الأصفر الصغير، طلعت من عقل ماري المليئ بالقهر و طلعت من بيت ابو رامي ... و من عمان و من العالم
قلت لحالي ، لو ما بدهم يطلعوني من عمان انا اطلع من عمان ، طرت و طرت إلى أن وصلت الفضاء حول الأرض و لكن بعدها تعبت ، ما كنتوا تعرفوا انه الأرواح تتعب؟ و لا انا كُنت اعرف.
بديت أسقط من السما بسرعة، كنت اريد اوقع بأي مكان بالأرض إلا عمان بس ما قدرت اغير اتجاهي، و لكن لحسن حظي –مثل ما كُنت متصور- ما وقعت بعمان الغربية و رحت لعمان الشرقية.
حطيت و انا ظهري على الأرض -لو كان عندي ظهر- كنت ممدد و اشوف على السقف القديم، ما كنت اريد اقوم بس سمعت شي انكسر و شفت حولي و كان سامي ... صديق أبو رامي من الطفولة، بالبداية ما تعرفت عليه لأنه كبر بس من خلال ذكريات ابو رامي عرفته...
كان تعبان و هو يتكلم بالتليفون
"و لك شنو قصدك أنك نكتها!؟"
"مثل ما قلت لك يابا، ضحكت عليها"
"و لك انت عارف ابوها مين، و لك لا تغرك صوره بالجرايد مع الملك ، و لك هذا أزعر!"
"لا تخاف عأبنك يابا"
"و لا..."
كان صوت الأبن مش غريب علي كأني سامعه بمكان و بعدها عرفت وين سامعه... بذكريات دلال!
دخلت عبر اثير الهاتف و لقيت نفسي قدام مصعب... حبيبي مصعب ، اقصد حبيب دلال، ليش يتكلم بهذه الطريقة عن دلال؟،قلت لنفسي انه بس يتكلم بهذه الطريقة قدام ابوه علشان ما يبين انه يحب دلال مثل ما هي تحبه.
كان مصعب في بيت خالته متخبي، ردت ادخل راس حبيبي –اقصد حبيب دلال- و اعرف السبب الي يخليه يتكلم هيك...
و بعد ما دخلت عرفت اني كررت غلطة دخولي على ماري، و شفت افكاره و مشاعره و ذكرياته، القهر و الفقر و الظلم و الفقر و الجوع و الفقر، كان يشوف دلال كتذكرة للخروج من شرق عمان، بالبداية كان خايف انه يرتكبوا فيها جريمة شرف و يقتلوها مثل ما عملوا بوحدة من قريباته قبل فترة و لكن بعدين فكر "عمّان عن عمّان غير"
كان مصعب يحب اهله و يتمنالهم الخير، ما كان يريد يئذي دلال بس لو استوجب ان يئذيها شوية علشان يساعد اهله فراح يئذيها ... كرهت مصعب لأن مصعب كان كاره نفسه، و لكن اتفهمت اسباب مصعب...
كان جزء مني هو من دلال و من مشاعر دلال الي تحبه و جزء الأخر هو من مصعب و جزء ثالث من الي شفته انا بنفسي، كنت رامي من ما اهتميت بدلال ، و كنت ابو رامي من حبيت دلال و كرهت الي يئذي دلال، كُنت أم رامي الي تتعاطف مع الفقراء و وضعهم التعبان ، بس بنفس الوقت أم رامي الي تحب بنتها...
كنت اشخاص عديدين بنفس الوقت و كانوا كلهم يتصارعون في راسي.
طلعت من راس مصعب و بقيت اطير فوق عمان بحزن و اسمع و احب و اكره الناس الي عايشين فيها...
بالأخير رحت لبيت قديم و مهجور في اخر شارع الراينبو، البيت ما كان فيه حدا و لكن كان فيه ذكريات، كان فيه ذكريات حلوة و ذكريات مُرة، شرحت للبيت القديم اني تعبان و طلبت منه انه يفرجيني الذكريات الحلوة بس، و استجاب البيت لطلبي و عرض لي صور عائلة "مانغوا" الي كانت عايشة في البيت و ذكرياتهم السعيدة و ضحكاتهم و افراحهم ، ابتسمت و بقيت في البيت و انا احاول اتناسي الي صار معي...
فكرت وين اريد اروح، الجنة كانت الخيار الأول طبعا لأن سامع انها حلوة و سامع ان الجو فيها حلو و في شغل منيح للأرواح و الأشباح، و لكن بنفس الوقت معظم اصدقائي الأشباح و الأرواح حصلوا فيزا لجهنم و لو رحت للجنة راح اكون وحيد...
بعد فترة اجاني ملك الموت و هي لابس لباس عسكري و اعتذرلي عن التأخير و قالي انه كان له مراجعين كثيرين في أخر فترة بسبب احداث سوريا و الثورات بكل مكان، و قال لي انه مستعد ان يخليني اختار المكان الي اروح له.
قلت له "بأي مكان، المهم ما يكون في عمّانيين" ....
“~~~~”
خيال واقعي بقلم جابر جابر
هذه القصة قد لا تكون مناسبة لجميع الأعمار وقد تحوي ألفاظا قد لا تناسب الجميع
جميعنا في هذا العالم ممثلون، ابتداء بي وانتهاء بك، صحيح أن بعضنا أكثر مهارة في ممارسة الزيف والتمثيل من بعضنا الآخر الا أننا يا عزيزي عبارة عن ممثلين مسرحيين اعتدنا ارتداء الأقنعة التي لا تشي بما وراءها حتى خلال نومنا.
قد تبدو هذه المقدمة للوهلة الأولى عبارة عن فلسفة وتنظير اعتدتم سماعه لكنكم ستعلمون أهمية هذه المقدمة إن قررتم مواصلة القراءة حتى النهاية.
كنت عندما كنت عبارة عن طفل عادي جداً، طفل يحلم بما يحلم به أقرانه من الأطفال، طفل يح?
?ا في بيت عادي للغاية، أب غاضب ابداً، كاره لكل شيء يحيط به، وأمّ على العكس منه تماماً محبة الى غاية العبادة، خائفة علي إلى درجة الهوس، وقد افترضت ذات طفولة أن الحال سيبقى على ما هو عليه الى ما لانهاية أو على الأقل حتى أكبر وأصير رجلاً يعتد به..
قلت إنني كنت طفلا عاديا؟ يا لي من كاذب حقير! كنت أي شيء إلا العادي و في طفولتي التي سيتضح لي لاحقا أنها ستكون أقصر من هذه القصة لم أكن أحلم إلا بأمر واحد، ألا وهو ن أكبر وأصير رجلا لأنقذ أمي مما يفعله والدي كل يوم بحقها.
ما الذي كان يفعله؟
كان والدي سائق سيارة أجرة يخرج من البيت قبل أن أستيقظ أو قبل ان تستيقظ الشياطين حتى، ويعود إلى البيت متاخراً في معظم الأيام وهذا الأمر كان رائعا بالنسبة إلي وإاى أمي، حيث كنا نعيش خلال فترة غيابه وكأننا المخلوقان الوحيدان على هذه الأرض، صحيح أننا كنا ممنوعين من الخروج من البيت إلا أن أمي ببراعتها